شاهِد
ليسَ المَرْءُ مَعْنِيًّا بمَوْتِه،
وإنَّما هوَ شاهِدٌ على مَوْتِ الآخَرين؛
وبِما أنَّه لا يَعيشُ المَوْتَ،
فإنَّ حَياتَه، في الواقِع، دائِمَة
إقامَة
لا يَنْفَكُّ الإنسانُ يُقيمُ،
في سَعْيِه للمَوت،
البراهينَ على أنَّه حَيّ
عُقدَة
لكلِّ عُقْدَةٍ حَلٌّ إلاَّ عُقْدَةُ المَوْت،
وفيها السَّعادَة
خَوف
إذا خافَ الإنسانُ من المَوْت،
فإلى مَ يَرْتاح؟
ألِلحَياة؟
سَبَب
لا بُدَّ للإنسانِ أنْ يَموتَ،
ولِسَبَبٍ ما
تَأكيد
لم أَمُتْ مِن قَبلُ،
وإنَّما، سأقومُ بذلك يومًا،
وبالتَّأكيد
حَياة
أيًّا تَكُن حَياةُ البَشَرِيِّ في هذا الكَوْن:
حَياةَ فَرَحٍ أم حُزْن،
غِنًى أم فَقْر،
مَديدَةً أم قَصيرة،
فإنَّ في المَوْتِ السَّعادَةَ الأكبَر،
لأنَّ فيهِ الحَقيقَةَ والحُرِّيَّة
عُرف
أبسَطُ حَيٍّ، في عُرْف الحَياة،
أبْقى من أعظَم مَيْت؛
وأبسَطُ مَيْتٍ، في عُرْف المَوْت،
أسْعَدُ من أعظَم حَيّ
عَدالة
ألمَوْتُ عَدالَةٌ،
ووَحدَةُ المَصيرِ البَشَرِيّ، بعدَ المَوْتِ،
عَدالَة
حَليم
الكلُّ ينعتِقُ مَوْتًا،
والحَليمُ مَن ينعتِقُ حياةً
حَسَنَة
حَسَنةُ الألَم الوَحيدة
أنَّه يُعلِمُكَ أنَّك لم تَمُتْ بَعد
صُعوبة
كلَّما تَعَلَّقَ الإنسانُ بالدُّنيا، ومادِّيَّاتِها،
صَعُبَ عليه المَوْت
ضَرورة
إنَّما النِّسْيانُ رَحْمَةٌ، والمَوْتُ ضَرورَة؛
فالإنسانُ، لَئِنْ سَعى للعَيْشِ الأبَديّ،
لَن يَتَحَمَّلَ عَيْشًا كهذا
تَحوُّل
ألكَوْنُ وُجودٌ بالقُوَّة،
والفِكْرُ يُحَوِّلُه وُجودًا بالفِعْل
سَيَكون
كما كانَ كَوْنٌ،
قبلَ الفِكْر، وبِلا إنسان،
سَيَكونُ كَوْنٌ،
بعدَ الفِكْرِ، وبِلا إنسان
ذاكِرَة
الإنسانُ ذاكرةُ الكون،
أَفَيزولُ الكونُ بزوالِه؟
مُصارَعَة
أُصارعُ المَوْتَ،
ولا أصرعُه إلاَّ متى صَرَعَني
إنتِفاء
أموتُ،
لا تتوقَّفُ قطرةُ ماءٍ عن الانسِياب في مَجراها،
وإنْ ينتَفي، بالنِّسبة إليّ،
الكونُ بمُجمَله
فَضيحة
إنْ حَدَثَ وفاجَأَني المَوتُ،
وَلَدَيَّ، بعدُ، ما أقولُه،
لا بأسَ، لأنِّي لَهازِمُه في كلِّ حال،
إذ فاضِحٌ إيَّاه!